هكذا أطلَّت بزيها الأسود الشرقي وبسمتها الرقيقة. حيَّت جمهورها وبدأت شدوَها بموشح سيد درويش «منيتي عز اصطباري». كيف استطاعت أن تجعل جمهورها يتمايل من الأغنية الأولى؟ لا أعلم الوسيلة ولكني أعلم السبب: إنه حسن أدائها، والتزامها بما تؤديه، ولطف وقفتها على المسرح.
هذا ما أحسستُ به من اللحظة الأولى للأمسية التي حضرتها في غاليري مصطفى علي بحي الفنانين في شارع الأمين مساء اليوم السبت 8 آب 2009، والتي قدمتها رشا رزق، حيث خصصتها رشا لقديم الغناء من ألحان زكريا أحمد، عبد الوهاب، فريد الأطرش، محمد عبد الكريم، محمد الموجي؛ في أغانٍ اختزنتها ذاكرتي مع كثير من الانتماء، وبعض الشجن بصراحة، ليس لحب ماضٍ حزين، ولكن لحسها العالي في أداء تلك الأغاني. حقاً لم ندرِ ما ألطف رشا حتى سمعناها تغني لعبد الوهاب في «جارة الوادي»، وتقول: «لم أدرِ ما طيبُ العناقِ على الهوى، حتى ترفَّقَ ساعدي فطواكِ .. جُمع الزمانُ فكان يومَ رضاكِ».
أجواء أمسية رشا رزق
في غاليري مصطفى علي
في فناء بيت الفنان التشكيلي مصطفى علي، كان كل الحاضرين، عرباً وبعض أجانبَ، يتمايلون وكأن من يجلس على الطرف الآخر من الفناء يبثُّنا شجونَ فراقِ حبيبٍ أضناه، ويقول: «ايمتا الزمان يسمح يا جميل، وأسهر معاك على شط النيل»، ثم نشعر بأن هناك من سقاه القهوة وطمأنه عن الحبيب البعيد. كيف لا ورشا تشدوه «يللي تبات الليل سهران، من إيدي لو تشرب فنجان، رح تلقى فيه السلوى، والدنيا تصبح حلوة.. يا مين يقولي أهوى أسقيه بايدي قهوة».
رافق رشا في هذه الأمسية أربعة عازفين: إبراهيم كدر على الناي، وفراس شهرستان على القانون، وجمال السقا على الإيقاع، وباسم الجابر على الكونترباس، في انسجام لطيف كان للجمهور دور فيه، حيث كان الحضور هم الكورال في بعض الأغاني، من الأصدقاء وطلاب المعهد العالي للموسيقى.
كانت نهاية الحفل برائعة نجاة الصغيرة «عيون القلب»، التي قدمها من كان على المسرح غناءً وعزفاً كلاً واحداً مع الجمهور، حيث امتزجنا في الإحساس الذي كتب فيه مرسي جميل عزيز كلمات هذه الأغنية، ربما للإحساس العالي الأصلي للسيدة نجاة، أم لإبداع رشا رزق في أدائها، وأرجح أن يكون الاثنان معاً.
وفي حوار سريع مع السيد إبراهيم كدر -عازف الناي في هذه الأمسية-، سألناه عما إذا كان تقاربُ عزفِه مع صوت رشا في «منيتي عز اصطباري» مقصوداً، أجابنا: «إن صوت الناي في بعض المراحل يقارب صوت رشا، كونها سوبرانو بالأصل، لذا يندمج صوتها مع الناي. كنا نحاول أن ننخفض ولكن مع صوتها نعود لنعلو ونلتقي عالياً في السلم».
رشا رزق
في غاليري مصطفى علي
أما الآنسة غنوة صايغ، وهي تحضر رشا للمرة الأولى، فتقول: «أحببتُ أداءها العفوي والقريب من القلب. سمعتُ أنها تغني أغاني كلاسيّة قبل ذلك، وها أنا أسمعها في أغاني طربية جميلة جداً». وكذلك السيد عمر نويلاتي، الذي ساهم في التنظيم، يقول: «أحب الغناء واستمتعتُ وأنا أشارك في الكورال التطوعي للجمهور في أغنية "ايمتا الزمان". لقد كانت رشا حساسة جداً كعادتها، ولطفها يفيض في غنائها وأدائها الاحترافي».
إلى جواري كان السيد نيكولاس برينوس، الطبيب اليوناني الزائر لدمشق، ولاحظتُ اندماجه. فسألتُه عن انطباعاته في هذه الأمسية الطربية، فقال: «منذ اللحظات الأولى، أحسستُ وكأني أطير فوق المدينة القديمة بدمشق على بساط سحري يقوده صوت رشا. كنتُ أطوف في سماء ليل دمشق وأنا أسمع "المقامات" المليئة بالغنى الموسيقي. لقد كانت هذه الأغاني الشرقية مليئة بالإحساس والسحر وهي تُغنى بصوتها العذب القوي». وأضاف برينوس «على الطريق إلى هنا، أحسستُ أنني انتقلت إلى مدينة أخرى من القرن الماضي. وانتقلتُ إلى جو آخر عندما وصلتُ إلى هذا المكان الرائع، حيث استقبلنا السيد مصطفى علي وأحسستُ بأننا ضيوف مميزون بسبب لطفه وكرمه. إني أشكر الجميع: رشا، والموسيقيين، والسيد مصطفى علي على هذا المكان الفريد».
برنامج الحفل:
سماعي
منيتي عز اصطباري: لسيد درويش
انته فاهم: لزكريا أحمد
ايمتا الزمان: لمحمد عبد الوهاب
يا جارة الوادي: لمحمد عبد الوهاب
أهوى: لفريد الأطرش
ايمتا حتعرف: لفريد الأطرش
رقة حسنك وسمارك: لمحمد عبد الكريم
عيون القلب: لمحمد الموجي
وحشتني: لخالد الأمير (أنكور)
هذا ما أحسستُ به من اللحظة الأولى للأمسية التي حضرتها في غاليري مصطفى علي بحي الفنانين في شارع الأمين مساء اليوم السبت 8 آب 2009، والتي قدمتها رشا رزق، حيث خصصتها رشا لقديم الغناء من ألحان زكريا أحمد، عبد الوهاب، فريد الأطرش، محمد عبد الكريم، محمد الموجي؛ في أغانٍ اختزنتها ذاكرتي مع كثير من الانتماء، وبعض الشجن بصراحة، ليس لحب ماضٍ حزين، ولكن لحسها العالي في أداء تلك الأغاني. حقاً لم ندرِ ما ألطف رشا حتى سمعناها تغني لعبد الوهاب في «جارة الوادي»، وتقول: «لم أدرِ ما طيبُ العناقِ على الهوى، حتى ترفَّقَ ساعدي فطواكِ .. جُمع الزمانُ فكان يومَ رضاكِ».
أجواء أمسية رشا رزق
في غاليري مصطفى علي
في فناء بيت الفنان التشكيلي مصطفى علي، كان كل الحاضرين، عرباً وبعض أجانبَ، يتمايلون وكأن من يجلس على الطرف الآخر من الفناء يبثُّنا شجونَ فراقِ حبيبٍ أضناه، ويقول: «ايمتا الزمان يسمح يا جميل، وأسهر معاك على شط النيل»، ثم نشعر بأن هناك من سقاه القهوة وطمأنه عن الحبيب البعيد. كيف لا ورشا تشدوه «يللي تبات الليل سهران، من إيدي لو تشرب فنجان، رح تلقى فيه السلوى، والدنيا تصبح حلوة.. يا مين يقولي أهوى أسقيه بايدي قهوة».
رافق رشا في هذه الأمسية أربعة عازفين: إبراهيم كدر على الناي، وفراس شهرستان على القانون، وجمال السقا على الإيقاع، وباسم الجابر على الكونترباس، في انسجام لطيف كان للجمهور دور فيه، حيث كان الحضور هم الكورال في بعض الأغاني، من الأصدقاء وطلاب المعهد العالي للموسيقى.
كانت نهاية الحفل برائعة نجاة الصغيرة «عيون القلب»، التي قدمها من كان على المسرح غناءً وعزفاً كلاً واحداً مع الجمهور، حيث امتزجنا في الإحساس الذي كتب فيه مرسي جميل عزيز كلمات هذه الأغنية، ربما للإحساس العالي الأصلي للسيدة نجاة، أم لإبداع رشا رزق في أدائها، وأرجح أن يكون الاثنان معاً.
وفي حوار سريع مع السيد إبراهيم كدر -عازف الناي في هذه الأمسية-، سألناه عما إذا كان تقاربُ عزفِه مع صوت رشا في «منيتي عز اصطباري» مقصوداً، أجابنا: «إن صوت الناي في بعض المراحل يقارب صوت رشا، كونها سوبرانو بالأصل، لذا يندمج صوتها مع الناي. كنا نحاول أن ننخفض ولكن مع صوتها نعود لنعلو ونلتقي عالياً في السلم».
رشا رزق
في غاليري مصطفى علي
أما الآنسة غنوة صايغ، وهي تحضر رشا للمرة الأولى، فتقول: «أحببتُ أداءها العفوي والقريب من القلب. سمعتُ أنها تغني أغاني كلاسيّة قبل ذلك، وها أنا أسمعها في أغاني طربية جميلة جداً». وكذلك السيد عمر نويلاتي، الذي ساهم في التنظيم، يقول: «أحب الغناء واستمتعتُ وأنا أشارك في الكورال التطوعي للجمهور في أغنية "ايمتا الزمان". لقد كانت رشا حساسة جداً كعادتها، ولطفها يفيض في غنائها وأدائها الاحترافي».
إلى جواري كان السيد نيكولاس برينوس، الطبيب اليوناني الزائر لدمشق، ولاحظتُ اندماجه. فسألتُه عن انطباعاته في هذه الأمسية الطربية، فقال: «منذ اللحظات الأولى، أحسستُ وكأني أطير فوق المدينة القديمة بدمشق على بساط سحري يقوده صوت رشا. كنتُ أطوف في سماء ليل دمشق وأنا أسمع "المقامات" المليئة بالغنى الموسيقي. لقد كانت هذه الأغاني الشرقية مليئة بالإحساس والسحر وهي تُغنى بصوتها العذب القوي». وأضاف برينوس «على الطريق إلى هنا، أحسستُ أنني انتقلت إلى مدينة أخرى من القرن الماضي. وانتقلتُ إلى جو آخر عندما وصلتُ إلى هذا المكان الرائع، حيث استقبلنا السيد مصطفى علي وأحسستُ بأننا ضيوف مميزون بسبب لطفه وكرمه. إني أشكر الجميع: رشا، والموسيقيين، والسيد مصطفى علي على هذا المكان الفريد».
برنامج الحفل:
سماعي
منيتي عز اصطباري: لسيد درويش
انته فاهم: لزكريا أحمد
ايمتا الزمان: لمحمد عبد الوهاب
يا جارة الوادي: لمحمد عبد الوهاب
أهوى: لفريد الأطرش
ايمتا حتعرف: لفريد الأطرش
رقة حسنك وسمارك: لمحمد عبد الكريم
عيون القلب: لمحمد الموجي
وحشتني: لخالد الأمير (أنكور)